اجعل من حياتك شيئا مختلفا ..
. قيمة الإنسان في الحياة هي أن يشعر بذاته ويؤمن بها ويفخر بها أيضا ، من المؤسف أننا نجد في طريقنا أينما ذهبنا أشخاص يقعون فريسة لتعذيب أنفسهم وجلدها ليل نهار ، ينتشلون الأحزان إنتشالا ، باحثين عنها تحت ركام الأيام ، يتلذذون بتعذيب أنفسهم وقهر ذواتهم وجلدها بأسواط صنعوها هم بأنفسهم وعلقوها على جدران حياتهم يمدون إليها أيديهم كلما إستيقظت قلوبهم مع كل يقظة شمس ساطعة وحتى نومها من وراء ستائر شبابيكهم المظلمة ! فقط عندما يستيقظ هذا الإنسان من سباته العميق السحيق ويفك سجن عقله ويتأمل من حوله ، سوف يدرك أنه لا يساوي حبة رمل في هذا الكون الواسع الفسيح وأنه جزء من منظومة واسعة شاسعة تحركها طاقة كونية مهولة وأنه منح أيام قليلة فقط لكي يعيشها ، أيام لا تقارن بهول سنين الكون وضخامة أرقامها ، عندها فقط سوف يخرج من سجن أوهامه ويشعر بذاته وكينوته ويلحق بما يمكن اللحاق به مما تبقى له من أيام ، ويسترجع هويته وفطرته الإنسانية ويرمي بأسواطه المعلقة فوق رقبته إلى الأبد . لذلك وجب على هذا الإنسان أن يبحث عن وسيلة للخروج من هذا المأزق ، مأزق الأحزان الذي يطارده في كل مكان وفي كل زمان والذي يشل عقله ويخنق روحه . وجب عليه أن يرمم نفسه وأن يخلق لها حياة جديدة ، حياة تليق بكبريائه وإنسانيته ، حياة لا تنتمي لركام الزمن الغابر ولا تنتمي لرقم كتب في شهادة ميلاده لتذكره بعمره المنقضي في كل سنة ولكنها فقط حياة تنتمي لعمره الروحي والإنساني الذي لا يدون على ورق والذي ليس له بداية ولا نهاية. وجب علينا جميعا ، نحن الإنسان ، أن ننهض من جديد ، من بين ركام أحزاننا وأن نزرع المحبة في الإنسان فينا أولا وفي الآخرين أيضا ، لنبتعد عن الحقد والبغض والتشنجات والتعصبات التي لا تجلب لنا إلا ما يكدر صفونا وينثر الغشاوة على أعيننا . لنجعل من حياتنا شيئا مختلفا ، لا نكرر الآخرين ولا نكرر أنفسنا ، لنفتح أبواب التميز فينا ونخلق لأنفسنا مجدا نفتخر به ، لنعطي أجمل ما فينا ونتجرد عن أسوئها ، لنتأمل هذا الكون الفسيح ونذوب فيه ويذوب فينا. لنؤمن بذواتنا ونحب الحياة مهما كانت وكيفما كانت كي تحبنا فكل يوم يمر هو كنز ونعمة لا تعوض .
بقلمي ناهد