من بعيدٍ أسمع أزيز قطارٍ...
و أنا ما زلت ...
أختبأُ خلف أمنيات الهروب...
من مشانق الطغاة و الساسة
ينهش الخوف جسدي النحيل
تطاردني حينها هواجس الكلاب...
المستوردة من بلاد العجائب
و بعض العويل
و أنيابها التي تتقن النهش...
في ليالي الشتاء
المتمردة على ما يسمى...
يوماً بالرحمة و سحر الكياسة
و الحرية تنام ذليلة هنااااك
في زنازين تعافها البراغيث...
تستهويها النجاسة...
و تشتهي أجساد الأحرار و الأبرياء
لعابها يمتزج بالدم البشري...
الطاهر أصل النقاء
فأغسل خوفي سبعٍ، خشية التلوث و الفناء
من عفن الجريمة الآبقة ظناً من عقاب
من بعيدٍ أسمع أزيز قطارٍ آتٍ
من بين الأعشاب الخضراء...
النابتة قرب أسوار المحطة القديمة
ترقب عينايّ الجاحظتان طوق نجاة
يتمرد عنقي الطويل على الإختباء
يتسلق بحذرٍ شُجيرة الرؤية
يراه الصياد... و المتربصين...
لغزالٍ يبحث عن أنثاه
تهرول الكلاب صوبه حين تراه...
و بعض الذئاب.
*************
محمد شداد