( قلب آخر )
قد كان يسكنني فؤاد حالم
ما خان يوماً أو تناسى أو غدر
ما حاد عن حسن الظنون بغيره
لا في مشاعر وده عرف الحذر
أفنى الحياة يطوف كل دروبها
وتوالت الأسفار فإعتاد السفر
يمضي يفتش عن رفيق صادق
للقائه عبر السنين كم إنتظر
من كل سفر كان يرجع خائبا
وكم أستبيح بكل عبث وإنكسر
يلقى الشوائب في بحور حياته
ويفتش الأعماق لا يلقى الدرر
كمن كان يحلم بالشروق من الغروب
ومن سحاب الصيف ينتظر المطر
في عالم فيه القلوب تلوثت
والصدق من زمن تواري وإندثر
فالكل في وقت السرور رفيقه
والكل لما دارت الدنيا هجر
فكم مر بالقلب البريء مخادع
كمحطة منها إلى أخرى عبر
كذبوا وعبثوا بالشعور وغادروه
وما سوى خذلانهم تركوا الأثر
فأفاق من حلم جميل ساحر
قد كان سحر جماله يغوي البصر
ليعود للدنيا كقلب آخر
مثل الجماد تفوق قسوته الحجر
صهرته نيران العذاب كأنه
تمثال شمع ذاب فيها وإنصهر
نقشت به الخيبات كل دروسها
والعقل من تكرارها حفظ العبر
وقد إرتضى أحزانه وعذابه
والحظ والدنيا الغريبة والقدر
وأطاعني وقسى وأقفل بابه
ونسى زمان الزيف وإعتزل البشر ،
،،، أحمد محمد عزيز ،،،