قريني
---------
يا أيها الذي رافقني إلى اليوم الذي أنا فيه أجر خيول ذاكرتي المثقوبة، محاولاً أن أستجيب لمطالب الجسد والمحيط الذي ألمحه يئن يشتكي حمل رأسي المثقلة بالمشاهد والتواريخ وبعض خناجر الغيلة المنسية بظهري، فأجدني أهرب لأغوص لبرهة بمملكتي التي لا يعرفها غيري، أضمد جرحي وأخلع أثقالي على كرسي عرشي وأفترش بقية ورقي المتآكل وأستند لقلمي، فأنا وهو نبحث منذ زمن عن إجابة لذاك السؤال المؤرق لفهمي، فمن أنتِ يا أنتِ ؟؟، أأنتِ رجل الظل الذي حبا معي وتعثر ليقف برفقتي وأراه بعد تراكم السنين يصقل منساته وهو يواجه الشمس قبلي، أشامت هو حين يخذل؟ أم أخذته الرأفة بي! كي لا يفتضح أمري، حتى تلك الزهرة التي تجلس مزدانة ببقية ذبولها على منضدة زاوية الحلم كذكرياتي تكشف عن لثام عطرها لتخصني به وحدي، تلتصق صورتها القديمة بمرآة عيني التي سكنها الشيب والتجاعيد، تستنطق حروفي تكتب تفاصيلي حتى خفت أن أفقد بعض الوقار الذي زارني، تستعمرني وتلّوح بقتلي لأموت قبلي، ألملم شتاتي وأحمده أن قرر الورق أن يستجيب لنسمة هواء باقية من خريف يغادر فيطير لتُعلن نهايتها أيضا قبلي، وأنا أحمل المتضادين بدعائي بأن وأن تبقى في آن معي، ربما ممتن أنا لك أنتِ وسلام لقلمي وظلي فربما إذا نهضت الشمس وأنا في انتظارها من مخدعها قبل أن تستقر بكبد السماء نلتقي .
---------------
بشير قطنش