بريد يدي ...
مددتُ إِليكَ يَديِ ألاَ ترَاها .
ولثمُكَ منقوشاً على قفاها
مُخضبةً بِثغرِكَ سطْرتْها
حروفُ يداكَ على ثراها .
أُصبِرُها وأُلجِمُها بسلوٍ
فيُرجِعُنِي الخيالُ لِمبْتداها .
ألا إني اتهمتُ النبضَ شكاً
لِمفضوحاً بِسترِكَ في خفاها .
وبقيِتُ دهراً أشقىَ بِصمتي
ولم انبِسْ بِبنتِ البوحِ فاها .
وحينَ هممتُ للربِ صلاتي
وجدتُكَ بين ركعاتي دُعاها .
حنيني قد تعفرَ في ضُلوعي
وكُلُ هواجِسي شوقي دناها .
أُعلِلُها واُنسِيها فتأبى
بِكُلِ وسيلةٍ ماذا دهاها .
وكُلُ ذريعةٍ قد أمكنتني
فما كلُ الذرائِعِ قد كفاها .
إني أُلوِحُ بِيدي إليكَ
و أنت تضُمُها كذباً يداها .
أتصدُها كفي بِظلمٍ
مُلوِحةٍ إليكَ أفلا تراها .
أتحضُنُ غيرها ضماً وشماً
وتنسى عهدَها تنسىَ وفاها .
ترى أتخونُها برخيِصِ أيدٍ
وتزعُمُ أنها تُعطيكَ جاها .
خواتِمُكَ التي قدْ زينتهَا
هداياكَ التي كانتْ بهاها .
تدورُ بإصبعي حُزناً وقلقاً
يُعذبُني ويُحرقُني لظاها .
وهاتِيكَ الأساورُ قيدتْني
بِقيدٍ خانِقٍ تشقى يداها .
فذِكراها دماً يجري بِنبضي
دُروبُ الشوقِ هدتْني خُطاها .
و تلك قلادةٌ بالجِيد طوقٌ
تُطوقُني وتُلفِتُني انِتباها .
و تِلكَ بِفوحِها ذبُلتْ زُهورٌ
بآنيةٍ وقدْ غابَ شّذاها .
وجفَ البوحُ مِني والخيالُ
بِأوردتي فما وصلٌ سقاها .
أرىَ كُلَ الدُنىَ تنزاحُ عني
وعندي ادمُعي يجري بُكاها .
أضمُ يدي وافتحُها بِقلبي
فتسري بالعروقِ جوىً وآها.
إليهِ مددتُها أرجو وصالاً
غدراً خانَ يدي فما آواها .
وذِكراهُ التي قد ناوشتني
وكانَ البُعدُ عني قد طواها .
وأطيافٌ تُلوحُ هنا بِفكري
تُقلِبُ للحنينِ هوىً يداها .
تُصافِحُني مُشوقةٌ بِنومي
وعِندَ الصحوِ تذكُرُمن سلاها .
لكمْ منحتُهُ وصلاً و لكن
آبى إلا الخِيانةَ وانتواها .
سعيتُ بِلهفةٍ مِني فكانت
خُطاهُ تسيرُ على خُطاها .
أفأ عودُ اعشقُ من رماني
وأهملني ومن بِسوايَ تاها .
وأغفِرُ مامضى وأقولُ ماضٍ
وأنسى من يدي كُفراً نساها .
ويتْمها بِهجرٍ دون عُذرٍ
مضتْ نشوىَ إليهِ فما احتواها .
و قد كتبتْ رسائِلها إليهِ
خواطرُ وحشتي فما قراَها .
أنا لا لن أخونَ دمي و نبضي
واردُدها إليهِ وقدْ جفاها .
وأحرقَهَا بنارِ الهجرِ حيناً
وداواها بِقطعٍ في حشاها .
و أشْعلَ بي حرائِقهُ وولى
لهيبَ البُعدِ ذاكَ بِهِ كواها .
ألا إن كان يبغيها لأمرٍ
إليهِ أمُدُها تيهاً وجاها .
يدايَ إليكَ قد مُدتْ خُطىً
أمشيِها إليكَ على ثراها .
وبي كل الدروب و أنت دربٌ
سينهيها الذي قبلاً بداها .
أنا لي كبرياءٌ لا يُطالُ
فُاضممها إليك وألزمهُ حِماها .
عمر نصر ...