علاقتُنا معاً جميلةٌ.. جمعَتْ كلَّ أنواع العلاقات.. فيها عتابٌ ولومٌ.. فيها اقترابٌ وابتعادٌ.. فيها خصامٌ وتراضٍ،.. فيها غضبٌ ورضىً.. فيها لغةُ الفكرِ.. ولغةُ الروحِ.. وفيها لغةُ الجسدِ.. بقدر ما تشاءُ تجدُ فيها تفاصيلَ ووساوسَ وهواجسَ.. واستعذاباً واستجواباً.. بينما نكون صيفاً فجأةً تمطرُ، وشتاءً فجأةً تصحو..
عيناها صافيتان كليلٍ مقمرٍ، ترتسمُ في عينيها كلُّ معانيها الرقةِ والصفاءِ والشغفِ والرغبةِ والليلِ والنجومِ ؛فيهما تراجعٌ وإقدامٌ ، ضوءٌ وظلّ،ٌ وجدولٌ ينسابُ على قوافي المنحدر.
يوماً ، حوّلني الشغفُ بها إلى طيفٍ فدخلتُ في سماءِ عينيها، ثمّ أغمضتْ جفونَها عليّ ، لتعلّمني السحرَ ولغةَ الضوءِ ، وصلاةَ العطرِ ، وتعاويذَ لتنويمِ النومِ كي لا يعترضَ لقاءَ ليلٍ طويلٍ...
سيّدتي ، عندما تكونين معي، تصبحين من أنواعِ الموسيقى، وتماوجِ الإيقاع ، وتصبحُ حروفُ الكتابةِ معكِ أشبهَ بمرورِ الأناملِ على مفاتيح البيانو.
وعندما لا نكون معاً يستفقدُنا الليلُ، لأنّنا صرنا نوتاتٍ في موسيقاه، وثقافةً في سكينته.. وأيقونةً على جِيدِهِ..
(عبدالله زين الدين)