( شكراً )
صاحبت كل متاعبي وحطامي
ورميت خلف الكبرياء ملامي
ودنوت من نفسي ألملم جرحها
وهجرت من لا يدركون مقامي
وشكرت كل الحادثات لأنها
كشفت خفايا في القلوب أمامي
قد كان يخفيها قناع مظاهر
وسذاجتي والبعض من أوهامي
وعلى الحقيقة قد أفقت كأنني
أبصرت نورا في شديد ظلامي
ذاك الظلام نسجته من طيبتي
وصفاء قلب دائم الأحلام
أغواه حسن الظن في إخلاصهم
ومظاهر دأبت على إيهامي
ومنحتهم بالأمس ودا غاليا
وغمرتهم بالطيب والإكرام
لكن أوقات الشدائد أظهرت
تلك النفوس رخيصة الأسوام
ظهروا جمادا كالصخور قلوبهم
وجمودهم أقسى من الأصنام
بسفاهة وبكل عبث جارح
داسوا على الإحساس بالأقدام
وهم الذين تزينوا بريائهم
ولباسهم وضخامة الأجسام
حتى إذا سقط القناع وفجأة
صغروا كأشباح من الأقزام
وبلا ملام فارغ أهملتهم
لما الحوادث أحكمت إلجامي
ولبست ثوب الصمت في هجرانهم
فلقد سئمت وضاق ثوب كلامي
ونسيتهم نسيان شيء عابر
وفراغ وقت ضاع من أيامي
وعلى العذاب رجوت من نفسي السماح
فصالحتني بعد طول خصامي
فما ظل لي فيها براح عابث
ليزيد نزف جراحها إيلامي
وأزيد من ثقل إنتظار واهم
وأنام متكئا على آلامي
وعزلتها عن كل زيف حولها
لأصون بعض هدوئها وسلامي ،،
