من اجران الاحزان
و النزيف و التأوهات الخالصة
ثمة أنثى تشهد موتنا اللذيذ كل ليلة ..
ها أنا في سنابلها حُلم سجانها !
اهذي بها
قلباً ذوبته المجامر
انا الصاعدُ الهابط
في خدرها
المستهل من وطنٍ يتسلى باوجاعنا
و من اللثغةِ المالحة
يميلُ بنا نحو شهوة الفتك !
لا جدوى من البكاء
حين تحبسنا الخمرةُ في كأسها
لنرى بداية الدمع و خاتمة الغناء
في نصٍ حزين لا يستقر إلا
في أفئدة الدراويش الغرباء !
مازالت تلك البعيدة
عصية الدمع
تمدُ اجنحتها في وجه الريح
كفراشةٍ مُبحرة في حنجرة الليل
لها شهقة المحار
و نشيج الموج
شهية الدمع
ترسمني و شماً في نحرها
كفتنةِ الوجد المشتهاة
كلما اشتعل ابدأني فيها
حتى آخر النبيذ ..
اتهجدُ اسمها
في محراب الوجد
الوذ بها و اوغلُ في التيه
برعشةٍ حمراء
ادسني في جيبها الأيسر
وردة بيضاء
أهبطُ في عطرها
درويشاً بلا إسم أحمله !
من لي سواها
اربي دمعتي في كفها
حين لا صحو من خمرة الحب
تجمعُ اصدافي
و تشكل من بحتي زورقاً لها ..
حين اسقطُ في الجُب
ترجمني كرات الفقد دونها
يوجعني خذلان الأحبة
الوذُ بظلي، من القحط
قرين العتمة
اخرج مني إليها
اطارحها الجنون
مبللٌ بجمرها لأبدأ من آخر
النزف ملحمتي ..
و امام مرآتها
اعلقُ قصائدي جراراً من نبيذ
حين يخذلني الحنين
مُتلظياً من شدةٍ الوجد
مازالت تعبرني تعجنُ
من الدمع خبزها
لتعطر ليل الفراشات .

لك وحدكم بهجة النوارس المشرقة ... أيها الأحبة الرائعون بلا حدود
ردحذف