«سديم».
في معبد قديم،
على مشارف حقول حزن،
فوق سحابات عذراء لم تحبل بقطرة ماء...
انزوى المحارب وحيداً،
تَمْلأُ قلبَه جراح،
ليس بعد اليوم لقاء،
يعلو بردهات المعبد نواح،
تأفل نجوم سماء،
"يانوس" سدَّ الأبواب كلها،
"مايا" العرسات اليانعات طلّقتْ حليلَها "البركان"،
رحلت على ظهر براق هزيل تبتغي لقاء فارس عقيم،
تحمل البطن فارغة،
ترنو إلى حب مستحيل،
تبتغي اقتراف جريرة...
ذاك البركان خمد،
لا اللهيب منه لهيب،
لا العسجد عسجد،
لا الخلايا خلايا،
لا الحمل منه حمل،
دخان،
دخان،
دخان،
ولا لهيب.
والفارس مهزوم في المعبد القديم،
مايا تبحث عن باب من الأبواب،
يانوس أقفل كل المنافذ،
ضيّع المفاتيحَ في بحر الظلمات،
وانتحر.
وهذي المدينة الخراب،
رحل الرجال منها،
ولا إياب...
عصائب طير تحوم حول الباب،
والفارس الكئيب في المعبد القديم،
ذبالةُ الشمعة الوحيدة ترسم على خدوده دمعةَ طفل يتيم،
ومايا تبحث عن مفتاح في بحر الظلمات...
ولا أثر.
كيوبيد كسر القوس،
رمى النبل في جب،
ما عاد يبحث عن فينوس.
هي المايا،
والفارس القديم حبيبها في المعبد العتيم...
خمد البركان،
انتحر يانوس،
تاه كيوبيد،
ضاعت المفاتيح...
وتيأس مايا،
تغرق في بحر الظلمات...
وتعود الحكاية إلى النهاية البداية،
حكاية الفارس الوحيد،
في المعبد القديم.
"عبد الرحمن بوطيب".
