لماذا رأيتكِ بعد الغيابْ..
لماذا أعدتُ الندى للسحابْ..
أما كنتُ قبل اللقاء اهتديتْ
وكان دعاني الهوى فأبيتْ
لماذا أتيتْ
لماذا أتيتْ
لأفقدَ في مقلتيك الدليل
ويحملَني الجفنُ للمستحيل
وأحيِيَ حُباً تلاشى وذاب..
لماذا رأيتك بعد الغياب..
لماذا أعدتِ إليَّ الحنين
ونقبتِ عن جرح قلبي الدفين
أما تعلمين
أما تعلمين
بأن جراح المحبين كالمومياء
تنام وليس ينام بها الكبرياء
تؤجل بعض الدموع ليوم الحساب..
لماذا رأيتك بعد الغياب..
سأكتب فوق جبين الهواء
فِراق المحبين محض افتراء
سأكتب فوق جبين الهواء
إذا ما افترقنا
فماذا عساه سيجدي اللقاء
سأكتب أني مررت بجفنيك
ذات مساء
فأيقنت أن وعود الصباح افتراء
كذلك أيضا وعود المساء
سأكتب أني جنيت بعينيك
ما لا أشاء وما لا أشاء
وأني وأني وأني
وأني إذا ما رأيتك حلْمي تهاوى
كما يتهاوى قناع الخريفْ
وأني رضخت لعينيك مثل صبي ضعيفْ
ومثل فقير يجابه سخف الحياة
بسوق الرغيفْ
وعيناك خيّرتا كبريائي
فإما النزيف وإما النزيفْ
و إما التيمم بالمعصرات
وإما الوضوء بماء السراب....
لماذا رأيتك بعد الغياب..