يا للغريب خطاه أتعبها الرحيل
وما له كالراحلين مقام
لا يشتهي إلا إستراحة راحل
تحنو عليه بوقتها الأيام
فيها على النسيان يسند قلبه
وعيونه بعد السهاد تنام
أو بعض نور في ليالي غربة
فيها الثنايا الموحشات ظلام
كتبت له الأقدار كربا هائلا
ما مثله قد خطت الأقلام
وحكاية في القلب بين سطورها
حزن كبير لا يصفه كلام
فيها بدايات تجمل زيفها
أخفت ملامح قبحها الأوهام
ومع زوال الوهم ولت وإنتهت
وجميعها فيها الجراح ختام
كم كان يحلم أن يكون طريقه
وردا تداعب عطره الأنسام
والنفس يسكنها هدوء دائم
لا ينتهي وسكينة وسلام
لا تطرق الأحزان يوماً بابه
أو تستبيح شعوره الآلام
ولا بأهوال يعذبه الزمان
ولا من البشر الذميم يضام
لكن كما شاء الزمان وحظه
خاب الرجاء وماتت الأحلام
ورأى طريق الحلم شوكا جارحا
تخشى جراح عبوره الأقدام
وقطائع البشر الغريب تحيطه
ينساب منها الشر والآثام
لا فرق بين ذكورهم وإناثهم
وكأن في أثوابهم أصنام
أو قد يكون الفرق في أصواتهم
أو عندما تتوالد الأجسام
فإختار كرها أن يطيل رحيله
وعلى الرحيل توالت الأعوام
لا من يعاتب أو يلوم فقبله
كم ذاق من هول الحياة كرام
لا الحظ إن ولى يعود به العتاب
ولا الزمان إذا إستدار يلام ,,,,
