ليْلياتُ الشوق ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيُّهَا السَّهْرَانُ فِي نَارِ الْهَوَى**أنْتَ - يَا قَلْبُ - بِمَا فِيكَ انْكَوَى
لَا تَلُمْ، لَا تَبْكِ، لَا تَرْحَلْ لِمَنْ**بُعْدُهَا الْجَانِي بِغَفْوٍ قَدْ غَوَى
ذَهَبَتْ وَالْحُبُّ لَمْ يَذْهَبْ وَهَا **هُوَ لِلْآفَاقِ يَحْكِي مَا انْطَوَى
مُنْذُ عَصْرٍ لَمْ تَرَ الْوَجْهَ الّذِي**لَمْ يَغِبْ وَالشَّوْقُ مِنْهُ مَا ارْتَوَى
قَدْ غَزَا كُلَّ الْخَفَايَا مُصْبِحاً، ** وَمَسَاءً فِي مَآقِيهَا ثَوَى
دُونَ نَدٍّ ظَلَّ فِي النَجْوَى صَدىً**لَنْ يُبَارَى مَنْ عَلَى الرُّوحِ اسْتَوَى
عِشْتَ تَشْكُو رَاوِياً فِي لَوْعَةٍ ** مِثْلَمَا كُلُّ مُصَابٍ قَدْ رَوَى
يَا لَهَا .. كَانَتْ نَشِيداً رَائِعاً ** يَتَهادى فَوْقَ أبْهَى مُسْتَوَى
حِينَ زَخِّاتِ الْأمَانِي يَنْجَلِي ** بَرْقُهَا يَرْسُمُ آلَاءَ الْجَوَى
حُبُّهَا عَالَمُ عِشْقٍ مُبْهِرٍ ** صَفْوُهَا جَاوَزَ مَا الصَّفْوُ احْتَوَى.
لَا تُنَاجِ الْحُرْقَ دهْراً طَائِلاً ** إنَّمَا نَاجِ شَآبِيبَ الْهَوَى
وَازْرَعِ اللّيْلَ سُجُوداً مُفْلِحاً** لِكَرِيمٍ بِالرِّضَا يَشْفِي النَّوَى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : أ . د . بومدين جلالي - الجزائر
