أنا بدونك…
نصف امرأة ، أعيش بقلب مهيض الجناح وأعمل بربع ذاكرة مثقوبة وأقابل الناس بلا روح ، أكتب بوجه شاحب .. باهت الملامح .. متعذر البوح متعب الأبجدية ويبدو نحول شديد في خاصرة قلمي المرتعش وعينين زائغتين مثخنتين بالسهر ..خلايا الحروف تنبض بالحزن ..وحواس الفواصل والنقاط متوقفة عن أداء وظائفها ..والسكون حلقة تتقافز بجنون على نهاية الكلمات الذابلة ..لم تُكْتَنَهْ بعد الأسرار المختبئة بين السطور ، بين ورقتين يتعثر القلم يبلل المساحة برائحة حبر جاف ..الممحاة تتثاءب وتعمل في كسل ، كلام الليل يمحوه النهار وكلام النهار بدونك هراء لا طعم لا لون و بلا رائحة والكلمات خاوية على عروش الصفحات .
بدونك..
يختل نظام الحروف ، الياء يحتل مكانة الألف والنون يطرد الميم ويقف الحاء متأهباً شرساً للنزاع .. يخلع اتصاله الأبدي يبطل عقده المبرم منتقماً بنزع الباء من الالتصاق به ومن سلسلة الحروف .
بين ورقتين تنهمر الكلمات بلا فواصل تتساقط دون انتظام .. تتلعثم على الهوامش وتعربد في الحواشي متعثرة بالأشواق والحنين .
كل شيء عدا حضورك باطل .