Arabic Hroof website Arabic Hroof website
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

مجاهيل بقلم الكاتب على غالب الترهوني Arabichroof website

 

مجاهيل

كم كنت مشدود لمعرفة الخلاء..كلما رأيت جبل كنت أشتاق لمعرفة ما يخبئه ورائه .كان في ظني أن الذين يرحلون أحياء كانو أم موتى يختبئون وراء الجبال ..ما زلت أذكر لحظات الفرح والحزن ..وأيام الأغتراب عندما أسأل ولا ألقى جواب .تجدني من الصباحات الاولي وبمجرد أن أنزع عني اللحاف .أقف عند المفرق .هناك يمكنني أن أستحضر عوالمي كلها وأنا لم أتعدى العاشرة من عمري ..
حافيا أقف في إنتظار المارة لأطرح أسئلتي الغريبة .البعض كان لا يجيب رغم أن أسألتى كانت متواضعة .أين يفضي هذا المسرب ..وهذا الطريق أين ينتهي به المطاف ..ولماذا تم سحق قمة ذلك الجبل ..إلى الموت .إلى الموت ..إلى الموت ..كما أجابني أحدهم قبل أن يبصق على الارض .
الحاصل..
كان ألأفق مايزال يشكل علامة فارقة في حياتي .لكنني كنت أعيش مثل الناس الذين يحيطون بي .الخلاء الطاغي يعطي كل واحد منا مساحة لتأمل والتفكير .لم يثيرني الرجل الذي سئلته بضع أسئلة كانت أجابته أنها تفضي إلى الموت . انا لم أر رجل مات أمامي .لكنني كنت شاهد على حفلات الزواج تلك التى تسمح لنا بالتمتع وإختلاق البهجة دونما سبب .الذين تقام لهم الافراح والولائم ويتزوجون ينتهون في نصف الطريق .ستقضي عليهم حكايات يفتعلونها وهم يخوضون معاركهم ضد الجوع والفقر والخوف ولسوف تحملهم الملائكة على أبراج من الفضة إلى ما وراء الجبال .فلا أجد مبررا لبهجة مصطنعة سرعان ما تتلاشي ربما أثناء الفرح نفسه ..إنها حكمة غريبة .
الحاصل ..
كان شغلي الشاغل ماذا يدور وراء الافق ؟
هل فعلا الافق الغامض لا يحمل لنا سوى الفناء.أو أنه مقبرة الفناء نفسه .أكاد أتوه فعلا ..كان هذا ظني بالحياة حتى جاءنا من الافق شيء مختلف.شيء أثر في داخلي فعلا .سيارة غريبة وبشر غرباء .كانت سحناتهم تشبهنا .لكنهم ليسوا مثلنا .نحن قد نالت منا الظروف أقصى ما استطاعت أما هؤلاء .لا يبدو أن لهم علاقة بما يدور وراء الجبال .كانت السيارة تحمل في جوفها رجلان وأمرأة وفتاة جميلة .لم أنتبه لنفر بقدر أهتمامي بالفتاة .كانت في العقد الاول من عمرها .حين اتيحت لي فرصة سألها عن إسمها قالت سناء .إلتقينا عند الأرخبيل الجميل ذلك الممتد من مزرعة سراكوزا إلى مشارف راس العيد .كانت مختلفة عن أبنة عمها الذي عرفناه بإسم المبروك.والغريب أن زوجته كانت تدعى مبروكة .
الحاصل ..سناء ترتدي تنورة من الكتان عليها رسم متقن لحديقة في قصر مجهول ..حين وقفت وسط المرج أين يسرح الارخبيل ممدد الساقين واليدين .لم أعد اراها تحولت إلى زهرة بساقين وعينين .
لم أجتهد كثيرا أين رقصت النوارس على اغصان الكمون.كانت هي تقف في مواجهة الشمس .بمجرد ان تحركت طارت النوارس وشقت عباب السماء ..أما هي ما تزال تزحف بهالة من الجمال تكفي لابادة القلوب الفاسدة التى أكلت قمة الجبل .وطريقها يفضي إلى المحاهيل ...
على غالب الترهوني
بقلمي

 

عن الكاتب

فراس الفارس

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

Arabic Hroof website