جرزة من وجع
مرت من هنا كل السنونو
الكثير من الحقائب ركنت هنا
والقصص بقيت عالقة
تعبنا في البحث عن عش حمامة
عن تغريدة عصور
عن قهقهة طفل يعدو
عن عكازة جد بيد أحدنا
وأنا مازلت هنا منذ عقود
أنتظر منديل ود
أو باقة ورد
أو قطارا مستعجل
حقيبتي متخمة بالقصص والحكايا
وتربة وطني اختلطت بالدم والبارود
وأنا أدون كل تفاصيل الأوجاع
فككت أوصالنا بالهمم الكاذبة
بالثرثرة بالثورنة بالثراء الفارغ
اجتمعنا في في زحمة اللحمة
ومقابر الموتى وعند صرير الدراهم
اجتمعنا عند مشانقنا
اجتمعنا على ذبح بعضنا
واستعضنا السكاكين بالورق بالنفث السام
كل السنونو هاجرت بقينا نحن نرمم الأعشاش
ونبكي كشتاء استقام غيثه
ماذا بعد ..؟
دعني أودع أواخر الكتب
فجرائد الأخبار تجلدنا ونحن عراة نتستر بالملح
حتى الصيحة مكمومة تشتعل بها الحناجر الخرساء
قصيدة من ملح نقشت على الجراح
ترقب عودة سرب يعيد إلى مدينتي صخب الصبية
وضجيج الافراح
إنما السكة بالية
والقطار معطل يقولون غير الوجهة
و وجه أمي في الناي الحزين
مللنا الكتابة على ورق
خ ح
خميلة الحب
خديجة حمدو
