ظل وشمعة
لم يبقى شيئاً يا صديقي ..
سوى عجلة تدور
على حواف النهايات
وإبريق يصب العمر
في كأس الراحلين
وهذا القلب صبارة بحضن صحراء
خلت من مرور القافلات
مابلغ مني التعب مبلغه
إلا حين مات العتب من التنهدات
لا أريد أن أعاتب ياصديقي
فالأعذار سباقة ولسان الغالب فصيح
ولكل حرب معدات
أنا كل تلك الجثامين التي قتلت في الحروب
ولم يحملني أحد على الأكتاف
أنا كل القرابين والنذر
وسلتي خاوية من العنب
وصدري فرغ من الأهداف
أنا كل قصاصات ورق الرسائل
التي مذقت في كل مغيب
ولم يبقى حرف مني إلا ونثرته الرياح العاتيات
أنا كل الدموع التي ذرفت
التي شربوها في نخبهم رغم أنها مالحات
لم يبقى شيء يا صديقي...
طعنا في الروح.. في الجسد.. في الوطن...
في الفؤاد... حتى في الممات
لم يبقى منا سوى ضوء شمعة
تعافر في وجه الريح
ذاب كل شيء فينا
حتى أنه لم يعد شيء يحرق
سوى أنفاس الهزيمات
حتى العتب هزم فينا
ولم يبقى في الشريان ماينزف
سوى بعض من الكريات
أنا ذاك الظل الذي ينتظر أحداث المساءات
خ ح
خميلة الحب
خديجة حمدو
