مؤانسة ...
ــــــــــــــــــــــــ
تقديم : وأنا أمر بلحظة فراغ عابر؛ فتحت المذياع دون قصد محدد، فوقعت صدفة على عزف ثنائي يتآنس فيه الكمان مع العُود، فدخلت على الخط بسمعي وما خلف سمعي ... وقبل أن أغادر عالم العزف المُذاع وُلِدَ هذا القصيد النشيدي تخليدا لتلك اللحظات المميزة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سَمعْتُ كَماناً يُؤانِسُ عُودَا *** فَقالا جَمالاً وشَوْقاً وجُودَا
شَكا الْأوَّلُ الْبُعْدَ عَمَّنْ أقامُوا ***بِرَبْعٍ تَراهُ السّماءُ وُرُودَا
تَنَهَّدَ لَحْناً يَسِيلُ دُمُوعاً *** وتَمْتمَ يَحْكي نُزُولاً صُعُودَا
فَفَاءَ التَّناغُمُ يَرْسمُ همْساً *** بِفَنٍّ أحالَ الشُّعورَ وُجُودَا
ورَدَّ نَوَى الْآخَرِ الْقَوْلَ عَزْفاً***كَسِحْرِ الْمَساءِ يُزِيلُ الْحُدُودَا
تَوَشَّحَ حيناً بِلَوْنِ التَّنائي*** ومالَ كشَمْسٍ تُجيدُ السُّجُودَا
فهَزَّ الْمُنَى ذكْرَياتِ اللّيالِي ***وهامَ الْغِيابُ يَصُدُّ الشُّرُودَا
تَنَزَّلَ غَيْثُ الْأحَبَّةِ وَحْياً *** أدانَ بِلُطْفِ الْخَرِيرِ الرُّعُودَا
وذُبْنَا مَعاً في رِحابِ التَّداعِي ***ونَحْنُ جُلُوسٌ نُعيدُ الْعُهُودَا
وقَبْلَ رَحيلِ التّآنُسِ عَنّا *** تَجَلّى أمامي الْقَريضُ وَلُودَا
فَصغْتُ مِنَ الْحالِ شَوْقِي قَصِيداً***ورُحْتُ أناجِي الصَّدَى أنْ يَعُودَا
كَذا جاءَ نَصِّي نَشيداً وَفِيّاً *** يَصُونُ بِخُلْدٍ لِقَاءً وَدُودَا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في أمسية الأحد 05 - 09 - 2021
بقلم : بومدين جلالي - الجزائر
