مُنْزَلَقٌ أبْجَدِيٌّ
<><><><><>
مَابالُهَا الأقلامُ! ظَاهِرُهَا ليسَ كَباطِنِها،
تَنْحَــلُّ سحَائِبُها على الباغي فترويه،
وتَشْتَدُّ على الحُرِّ فتُرديه..
قَصَبُها يُداري سواد المِداد
وفَتٰلُها يُماري بمكرٍ الوِداد
تَعافُ أمْواهَ الحَقّ الثّرّة
وتشربُ من كَدَرِ المَحابِر المُرَّه..
تُسابقُ الأخبارَ التَّافِهَة،
وتُعَظِّمُ الأقوالَ السَّافِهة
وتتخلف عن العقول الراسية
وتتسارعُ بين الأناملِ الجاسية
مابالُها الحروف عازِفَةٌ بنغمَةِ التَّدْجِيلِ،
ناشِزَةٌ عن المنطق، غريبةُ التأويلِ..
بضَاعتُها كاسِدَة، وسَرِيرَتُها حاسدة،
محابِرُها زَخَّارةٌ ووعودُها غَرّارَة وعلى أَسْلاتِ الألْسِنَة زَأَّآرَة..
تَرمي بالشّرر على العاقل،
وتُلقِي بالدُّرَرِ على النَّاقِل..
عجلتُ إليك ياحرفُ لأرى منْ خَـطّك،
وعجبْتُ لما وجدته في شطّك..
أوْدَعُوا فيك القَذَارَة بلا حُفْرة، وودّعوا طليعة الأخيار إلى أبعد سَفْرة..
على شُطآنَِك ياحرفُ نامَ الشعراء، فنبذتهم حفاة بالعراء..
وزُغْتَ عن الجُفُون القَريحَة
والخَوافِقِ الجريحة، ومِلْتَ إلى البذاءة الصريحة حين نَكَبْتَ عن القريحة..
فَيَالََكَ من شارِدْ، نَفَثَ فِيكَ المارد فرُمْتَ الكَنُودَ وعُقْتَ الوَدُودَ..
ننتظرُ إيَابَك كما كنتَ
وماخوّنناك
من حيث أنّكَ خنت..
بيان ميان
