«ذكرى من الماضى »
فى ظلمت الليل الطويل اغوص فى غياهب نفسى
و اسبر أغوار الروح الساكنه هناك
شوارع مظلمه
وازقة موحشه وظلال الماضى تكتب بصمت حكاية مخاض عسير
وولادة عقيمه لأم يتيمه
وأب مخادع طاف بخبث ليزرع الألم على مأذن الوطن
اتخبط فى ظلمتى
وادور أبحث عن مبنى
يد تنتشلنى
او عمود نور يضئ عتمتى حائط لزج ورائحة كريهه تنبعث منه
لكن الظلام يلفه
فلا اهتدى لمعرفة ماهو
أشتم رائحه سجارة
التلمس طريقى تقودنى رائحه التبغ لمكان انبعاثه
سكك حديديه بارده
وكرسى يتيم بدون مسند
اتحسس باناملى. ....
ما هذا .....!؟
سترة بللها الآسى وداهمها المشيب كان شيخ يتدثر بها
يالله امطرت السماء بغزارة
كل شئ لزج بارد ....
فقلت من هنا ....!؟
من أنت ....!؟
رد بصوت وقور خشن
عنما تبحثين يا هذه ...!؟
قلت له هل لديك اى ضوء ..!؟
قال نعم هذه قداحه. ..
هاكها امسكيها
أخذتها ترتجف أصابعي اشعلتها
هالنى ما رأيت ....
وتدفقت الدموع تغسل اوجاعى كأنها نهر جارى
أشلاء وجثث ودماء
وكل مكان انظر إليه أرى الأحمر القانى قد لونه
أطفأت القداحه وجسدى ينتفض قال الشيخ بشئ من الألم
هل أنت بخير ....!؟
خرجت شهقه لم أعرف هل كانت كلمه أو صرخه مكبوتة
دفنت وجهى بين راحتى واجهشت بالبكاء
خارت قواى اسندت ظهرى لعامود النور حتى لا يغمى علي وساد صمت ثقيل ....
بعد برهه خرج الشيخ عن صمته قالا. ..
ابحثى لك عن مكان تنامين فيه بسلام
بعد قليل ستجوب الشوارع الذئاب لتنهش ما تبقى من أحياء ...
قلت بضعف وحشرجة الموت والألم والوحشه تقتلني
ليتنى مت معهم ....
فما عادت للحياة معنى .
افقت يبللنى الآسى
فإذا به كابوس مفجع.
خنساء الحر
عن واقع احكى