كلّ شيء حولي
مكلوم ومتعب .
نعناع الحديقة الغضّ
المشرئبّ للقمر الحزين
ستائر الشرفات المطرّزة بالحنين
هاتف أبكم من الرّعيل الأوّل
يعصره الأنين
شراشف السّريرالممدّد كالتّابوت
يجثم على صدر الفجر المبين
تحت ريش وسادة كانت عامرة
ظلّ ياسمينة برحبة الحوش
تأخذ أسراب الخطّاف فيه قيلولتها
في يوم قيظ
مطمئنّة
شرائح التّين المجفّف
على لظى القلب
تخزّنها الأماني ليوم المسغبة
قوقوة دجاجات القنّ القصديريّ
الفزعة من ظلّ يمامة
تعبر سماء الخوف
في عرائش المرج اليباب
مشط العاج الأفريقيّة
عرّابة صابات القمح
أتلف العمر أسنانها وأضراسها
إلّا من نزر قليل
النّجمة القطبيّة تحمل على استحياء
تباشير صباح مكفهرّ
عكّاز السّدر المخبّأ في قلب زيتونة
يسند جذع النّخلة
تصافح طين الأرض
أواني المطبخ العتيق مقضومة الشفاه
كبسولات علاج النّقرس
وضغط الدّم وتوتر الأعصاب
والرّعاش والالتهاب
الأرض العاهرة العارية
التّي تفتح فجوتها أيّ وقت
لكلّ زائر
على تربة لهفى للندى
زرقة السّماء مغلولة اليد
الصّدى المرتدّ
في حنايا الظّلوع بكاء
الضّوء الفاتر الباهت
في عيون البؤساء
القهوة الصّباحية وحالاتها
كلّ شيء يخنقه الرّثاء
يستصرخ في واد غير ذي رجع
لا ضرع ولا زرع
الكلّ مكلوم، مهموم، مهزوم
يصرخ
أمّي
أمّي
أمّي...
ولا يجاب النّداء .