Arabic Hroof website Arabic Hroof website
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

ذاكرة ناقصة 9…&& بقلم الكاتب والاديب علي غالب الترهوني


ذاكرة ناقصة 9…

الأفق في الأرياف يعطيك مساحة خاليه من الترف ...تستطيع وأنت تجيل ببصرك في ألأرجاء كلها أن تحدد معالم حياتك عن آخرها ....أمي تقول نظرة واحده من هذا المكان تطوي لك العالم في صفحة واحده ... وأظنها على حق لأنها كثيرا ما كانت تتحدث عن مدينة الطوب في الشرق البعيد ..تصفها بالساحرة ذات ألأنياب.. فتقول - جميلة لكنها مخادعة وبسيطه ولا أحد يعرف من أنت إلا إذا تكلمت ، بحرها جميل أزرق متناهي يسحب همومك ثم يعيدها إليك ...دورها شاهقة لكن أنفاس الناس تتقطع إما وهي تتابعها ببصرها. . وإما حين يحاولون الولوج إليها. .،أما هنا ها أنت ترى لا أحد يفسد خلوتنا اللهم إلا طوارق الليل مثل ذلك الدرويش ... ألم يكن درويشا.؟ ..ثم تجيب نفسها نعم نعم هو درويشا بالفعل... ثم تضحك وتكمل حديثها يظن هذا الرجل أن عدم تناول الطعام من الكبرياء.... ياله من رجل بسيط ...هذا جانب غير مضيء في حياتنا الآن لكن هناك جوانب أخرى يجب أن نصفق لها لأنها تجلب السعاده دائما.. عليك أن تدخل عالم المدن وأنت تحمل سلاح العزيمة ستعشقك البنات ..لأنك مصدر إلهام من نوع آخر لم يلتقين معه في الشارع وعلى شاطئ البحر ولا يشاطرهن طفولة بائسة.. أنت إبن هذا الأفق الذي سيترامى أمامك ...يوما ما و
تطوي المسافات بأفقها الآخر الذي جرده البحر من كل المزايا ولم يستطع أن يغسل ذنوبه لانه كلما هرب منها عاد إليها دون أن يدري -
أحيانا أراها حزينة مشتاقة لربوعها هناك وأحيانا أسمعها كارهة لكل شئ. ... غير أن الذي يعنيني في الأمر أنها تحبني وتقول أنني ذخر أيامها -
سمعتها تقول من غرفة الضيوف - ها قد إنتهيت أنا قادمه - تسربت نسمة باردة منعشة جاء بها الأثير من ممالك بعيدة... كما لو جاء بها من نبع الشرشارة الرهيب وحين جلست إلى جواري قلت وأنا أثبت نظري في أفق الخرمة - هل انعشتك هذه النسائم أظنها تستحق أن تثني عليها ؟ لكنها لم تجيب جالت ببصرها قليلا ثم إنطلقت - هذا المكان ..هذا التل منعش على الدوام... والدك لا يحب الجلوس في الداخل حتى أيام الشتاء.. كان يجلس على ذات الصخرة حتى حلول الظلام.. ومن هذا المكان أيضا كنا نرى ما يدور حولنا ..هذا الطريق وقد أشارت بإبهامها على الطريق الذي يمتد خلف التل .من هذا الطريق كما قلت تمضي القوافل إلى سوق الأربعاء على أطراف الخضراء هناك كما حدثني والدك قبل أن يلتحق للعمل بالمدينة. .قال .كنا نمر من هذا الطريق حتى نصل إلى زاوية المدني لنسلك الطريق المحاذي لنهر سيليبس. نظل نمشي بمحاذاة الدرب حتى نرى الكنيسه العملاقه التي تتوسط المباني القديمة. .ننزل حمولتنا ونعرضها للمارة القادمين من مسلاته وأحيانا من سبها البعيدة ..كان والدك يبيع الأصواف والجلود والزيتون الأخضر .أحيانا يحمل معه أكداس الزعتر الطري ليشتري لنا مؤنة شهرا كامل -
أما هذا الطريق أنت قد مررت به. . آخرها حين عدنا من السياح لكنك لا تدري أين يفضي في نهاية الأمر. .. عند ذاك السياج ترقد الفقيرة الصالحه وقد زرناها معا ومن بعدها عند ذلك المثلث الذي يفضي مباشرة إلى النهر المنحسر .تمر القوافل في إتجاه مدائن ترهونة حاضرة طرابلس وهلالها الخصيب وأنا عندما جاء بي والدك بعد زواجنا مررنا من ذات الطريق ...أرأيت هذا الجمال كله كلما إتجهت ثمة خضرة وماء ووجه حسن ...يوما ما ستكبر وتمضي أيامك في الشمال. . وأظل أراقب عودتك وأنا أسعى بين الهضبة والتل لأرى طيفك قبل المغيب. .. وأنت تلوح بيديك في الهواء هكذا كان والدك يشعرنا بوصوله حين يرقبنا ونحن على التل - ثم تسكت قليلا لتقول بعد ذلك - لقد تأخر هذه المرة وقلبي يقول إنه في الطريق لندخل الآن هيا بنا

علي غالب الترهوني
بقلمي

 

عن الكاتب

غير معرف

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

Arabic Hroof website