وجع..
على مقاس الوجع يأتي الليل
بعمق الفجائع يحاك السواد
على قدر الحزن تأتي الهزائم
بحجم الغيمة ينسكب الرذاد
برقة الطفولة تنساب المشاعر
ذاك الطفل المشتث
تناديه الطيور والصباحات
ينتظره الرفاق
يناديه صديقه الاستثنائي
(سعد) رفيق الطفولة
يلوح اليه بيده
يحثه على النزول للشارع
فثمة ضحكات والعاب الأمس لم تكتمل
ياااه
ومن مثلك يا سعد
له القدرة على نثر الفرح
بالصباحات الكئيبة
لاتزال أزقة الحنين تعج بك ياسعد
والشوق إليك اضنى مني الروح
ابتسامتك وصوتك الطفولي نقش بشفافية الروح
يااه ياسعد
تبكيك شوارع جبناها معاً
يبكيك زمن الطفولة
تبكيك أشجار تسلقناها سويتاً
تناديك غربتي وأحزاني
تلهج بأسمك آهاتي
تشاطرت معك يتمك المبكر
وقاسمتني شتاتي
بأبجدية أسمك كان لنا السعد
ياأول سفراء الحب بزمني
ياآخر الامراء بمملكة طفولتي
اتذري ياسعد
إنك أجمل طفل
والأنبل على الإطلاق
حملت باكورة الرجولة مبكرا
رغم سمرتك وشعرك الأشعث
وثيابك المهترئة
واقدامك الحافية
الا انك تنحدر من سلالة الأبطال
أبكيك الآن يابطلي
ابكيك بكل ما اوتيتُ من دموعاً
ابكيك جداا
وافتقدك
لاعزاء يليق بك
ولاحزن يرتقي بمصابي فيك
بحجم كل الاغاني التي رددناها معاً افتقدك
بحجم كل شوارع ارتدناها حفاة
بذات عمرا افتقدك
وبعدد كل مدرجات المدينة الرياضية
بحجم حماسنا ونحن نشجع فريقنا افتقدك
كنت الوهج الذي يدفيء ايامي
كنت عضدي وركني الجميل
وأولى الابجديات بتاريخي
وضحكة صباحاتي
امتلأت طفولتي بك حد الإكتفاء
انا منك وأنت مني
تاهت بك الدروب
تعثرت بي الخطى
سبقتني اليك المنية
على قارعة اليتم بكى الطفل
وداعاً سعد
وداعاً يامن كنت سعدي
واليوم حزني ودمعتي
وداعاً يابطلي
مصطفى التواتي احمد