يسألني "الحارث" بلغته الكونية (التي هي خلطةٌ ثريّةٌ أحسده عليها من الإنجليزية الكاملة، والألمانية السلسة، والعربية المرتبكة، وبعضٍ من روابط الجُمل الإسبانية التي يحبها):
ليش ما سميتني إبراهيم؟
باغَتني السؤال.
طلبتُ منه أن يفسر كلامه، فقال إن أخويه "حسن" و "ضوء" سمّيتُهما على أعمامهما الشباب، شهداء مقارعة قوات حلف شمال الأطلسي، وكتائبه البرية في 2011.
فلماذا لم أُسَمِّهِ هو على العم الشهيد الثالث، كبير العائلة، إبراهيم؟
قلتُ: ولكنك يا حارث ولدتَ واكتسبتَ اسمك العربي الجميل قبل استشهاد عمك إبراهيم، وقبل الحرب نفسها بشهور!
فكر لحظة ثم قال:
لو غيرتَ اسمي بعد الحرب مباشرة من الحارث إلى إبراهيم لسار الأمر بسلاسة، ولما عرفتُ لي اسماً غيرَ إبراهيم! ليتك فعلتَ يا بابا!
حِرْتُ جواباً!
ثم فجأة أشرق وجهه اليافعُ بالفكرة التي خطرت عليه للتوّ: لديَّ حل! حين يصير عندي ولدٌ سأسميه إبراهيم حتى يناديني الناس "أبو إبراهيم"، مثلما ينادونك "أبو الحارث".
أعجبتني الحِيلة الإسميّةُ فقلت له: إذن من الآن نناديك "أبو إبراهيم".
- الصورة المرفقة: أنا والحارث بشقتنا بزاوية الدهماني - طرابلس نوفمبر 2010