......العيون السود.....
إلى حبيبتي......
ذات العيون السود والشعر الأسود.....
ذات العيون الخضر والشعر الأشقر....
ذات العيون الزقاوان والشعر الحنطي...
إلى صديقتي الغالية ومحط أمالي......
أكتب إليك بحرقة المغترب......
عن معاناتي وغربتي الطويلة....
ومن بعد طول غياب.......
أمسكت بقلمي لأخط لك بعض الكلمات.....
لم أستطع ياحبيبتي أن ألجم نفسي عن الكتابة........
عما يجول في خاطري....
لم أستطع ان أوقف التعبير عن مشاعري....
عن أحاسيسي الجياشة......
وكم أحس بك عندما أمسك قلمي ........
كم أحس بأنك قريبة مني.....
أخاطبك وكأنك أمامي.....
أخاطب روحك الجميلة......
لأسألك بعض الاسئلة والتي لم أجد لها جواب......
أسألك عن تعقيدات الحياة.....
أخبرك بأني مازلت في العمر صغيرا.....
يافعا وشابا وكهلا نشيطا .....
أشتاق إليك كما يشتاق الطفل الرضيع الى أمه.....
لقد نضج تفكيري ونظرتي للحياة اصبحت واسعة مكتملة........
أخبرك بأني مازلت إنسانا بسيطا.......
أخبرك عني وعن تفكيري وخواطري.....
عن الأسئلة الكثيرة التي تدور في ذهني......
والتي أريد ان أطرحها عليك....
أسألك أما زلت تعشقي ذلك الفتي الريفي البسيط......؟
أم أصبحت ملكة في جمالك.......؟
أسألك اين أنت الان .....؟
هل مازلت تذكريني .......؟
أم نسيتي صورة وجهي......؟
أسألك عن حارتي,عن قريتي,عن بلدي....؟
آما يزال يزهر الرمان.....؟
آما زال لزهر الليمون مكان.....؟؟؟
هل مازال عنواني موجودا في مخيلتك .....؟
هل بقي رقم تلفونك كما هو.....؟
أخط لك هذه العبر من نفس جريحة......!
من نفس يملؤها الحنين والآنين....!
إشتقت إليك لأقبل جبينك العالي.....
أقبل شعرك الأشقر.....
أشم رائحة عطرك المبهر.....!
عطر الياسمين والريحان .....
أحبك ياريحانة عمري .....
حب أزلي لايزول حتى عند الممات......
حب منقوش في الذاكرة.....
هناك سؤال يجول في خاطري.....
هل للإنسانية في عصرنا لها مكان.....؟
هل للإنسان في عصرنا له ثمن ........ ؟؟؟؟؟
حبيتي .....!
هناك مئات وألاف من الأسئلة أريد طرحها........
يانبض حلمي ,يانبض قلبي اليتيم......
ماحل بك ,ما حل ببلدي.....؟
أما زال للعشق في بلدي مكان.......؟
لصوت الحسون نغم و رنين....؟
أشتاق للزوبعة في أيام الصيف الحارة ......
أشتاق لعنب بلدي وتينها وأشجار الزيتون.....
لا ,لاتقولي لي ياحبيبتي بان أشجار الزيتون أصبحت حطبا....!
أصبحت أشواك الورد الجوري مدماة ......
بدماء الشهداء .....
كروم العنب أصبحت آثارا ومرتعا للمهجرين.....
زهر الرمان لم يزهر فقد قتل قبل أن يثمر......
أشد الرجال قد بكى وسالت دموعه وديان...
وأنت بقيت وحيدة بلا عنوان...
أسأل نفسي أين أرسل رسالتي ......؟؟؟
إلى أي عنوان .....؟؟؟؟
إلى عنوان ما في الحي,في الشمال ,في الجنوب...
أم في دول الجوار.....
أم في دولة أجنبية......
أعشق رجولتك ياحبيتبي....
أعشق ضمك إلى صدري الحنون.....
إلى قبلة على ثغرك الباسم.....
إلى يوم من أيام الحصاد ...
إلى رائحة التراب عند هطول المطر..
أرجوك ياحبيبتي ومن كل قلبي.....
أن تُقبلي عني وبالنيابة كل سوري بطل مجيد....
كل أم فجعت بغال وعزيز....
أن ترسلي لي حفنة من تراب بلدي....
أن تخبئيها في جيبك عند أول لقاء.....
أن تُقبلي التراب عند أول محط لقدميك ....
ليكلل جبينك برائحة الغار ......
برائحة تراب الوطن.....
وفي الختام أحبك,أحبك ألف مرة...
وأموت من أجلك ألف ألف مرة....
وأعتذر كل العذر لتأخيري عليك.....
لقد سرقتني بلاد الغربة.....
وأصبحت بلا ثمن ,بلا بلد,بلا حي وعنوان.....
تعصفني الرياح كما تشاء....
كما يعصف القهرأبناء بلدي المهجرين,المشردين.....
كما يعصف الجوع والعطش أطفال بلدي....
كما يخطف الموت رجال بلدي ونسائها....
لك الله ياحبيبتي ولنا ولجميع ابناء بلدي النصر القريب....
حبيبتي بلدي ,حبيبتي سوريا...
أحبك...........
د-نزار الخطيب
بقلمي.....