Arabic Hroof website Arabic Hroof website
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

مدينة الاشباح....بقلم ✍الكاتب يوسف الهمّالي 🌷🌷🌷

 مدينة الاشباح

__________________


المدينه لطالما حلمت بها وبالإقامة فيها وهي عالم مجهول بالنسبة لي.... لا أعرف عنه الكثير.. جل ما أعرفه ما كان يحدثنا عنه والدي حين يكون غائبا لفترات طويله ثم يعود... نفحص هداياه أولا ثم نطلب منه أن يحدثنا عنها - عالم غريب ... هكذا يبدأ حديثه ....شوارع  مزدحمة وحوانيت مشرعة... لا أحد يعرف أحد ..نساء شبه سافرات وبنات جميلات يرتدين التنانير القصيرة. .لكنهن دائما في أمان لا أحد يعترض طريقهن ومبتسمات على الدوام - تدخلت أمي قائلة - ماذا عن عائلة حموده هل زرتهم وأنت هناك - لكنه توقف عن الكلام لبرهة ثم رد عليها مكرها - نعم إلتقت الشيباني حموده عند القوس الروماني بينما كنت أهم بالدخول إلى سوق المشير لإشتري  (كات ) جديد سألته عن زوجته مبروكه وابنته غيداء وإبنه فرج ....قال أنهم طيبون وهم يأملون في زيارتي لهم فقبلت... في اليوم التالي ركبت الباص وإتجهت إلي الهضبه.... وصلتهم  منتصف النهار جلسوا جميعا إلى جواري.... كانوا ودودين محبين لا تشوبهم شائبة غيداء صارت عروسة عمرها الآن ستة أعوام. أمامها بضع شهور وتدخل المدرسه وفرج في الشهاده الإعدادية و مبروكه بدأت تشيخ ..أعدت لنا البازين الترهوني الذي يعرفه الجميع.. وشربنا الشاهي الأخضر المتوج بالرغوة... ونامت غيداء على ركبتة  وأنا احدثهم على إنتصارات على أبيهم. في حلقات الودع والريمينو ..تجادلنا كثيرا عن ماض سحيق تلوت عليهم قصائد والدي عن الصحراء.. وويلات الصحراء التي هجرنا إليها ها نحن ننعم بالحرية الان ...و لكن لابد لنا من الإنتقام هؤلاء لا أمان فيهم ..إذا ما أتيحت لهم الظروف لاستعمارنا من جديد لم يتوانوا عنك ذلك ...

مدة  أمي كأس الشاهي وهي ترمق بطرف عين - خذ الشاهي على الله يعجبك كما أعجبك شاهي مبروكه - كانت تلمح لشيء  ما لم تفصح عنه في حينه وكان هو يتجاهل تلميحاتها المستفزة ..ربما لا يريد التورط معها في عراك قد ينتقل صداها للبلدة .. وأحيانا  قد نصبح عرضة للقيل والقال.. عوضا عن ذلك  كانت دائما تصر على  اللحاق به في المدينة إن لزم الأمر - 

ولكن يبدو لي أن هذه المدينه رغم ما يقوله

والدي تغدر أحيانا.. وتغري روادها بشتى الطرق.. كل إمرأة سافرة جميلة إن لم تبتلعها الشهوة يبتلعها البحر.. وهي تسلم عريها للشمس.. ويبدو أيضا أن والدي كان يخطط بينه وبين نفسه ليجد لي بديلا عن بيلسان التي اعتبرها الآن أجمل بنت في الخضراء كلها... عيناها واسعتان حوراوان وفارعة الطول وخداها متوردان حين تطلق إنسياب شعرها أشعر أنها جديره بكل قصائد الحب.. من العصر الجاهلي حتى الآن .لكن غيداء هذه لا أعرفها أعرف عنها ما قاله والدي فقط سيظل تعلقي بها مؤجلا حتى أدخل المدينه هذا كل شي لكن أمي لديها قصة أخرى  -

_________________


بقلمي


عن الكاتب

رجاء الكواش

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

Arabic Hroof website